mercredi 1 mai 2013

المدرسة التجريدية و المستقبلية

المدرسة التجريدية و المستقبلية آخر مدارس الفن التشكيلي

      المدرسة التجريدية
      اهتمت المدرسة التجريدية الفنية بالأصل الطبيعي، ورؤيته من زاوية هندسية، حيث
      تتحول المناظر إلى مجرد مثلثات ومربعات ودوائر، وتظهر اللوحة التجريدية أشبه
      ما تكون بقصاصات الورق المتراكمة أو بقطاعات من الصخور أو أشكال السحب، أي
      مجرد قطع إيقاعية مترابطة ليست لها دلائل بصرية مباشرة، وإن كانت تحمل في
      طياتها شيئاً من خلاصة التجربة التشكيلية التي مر بها الفنان.


      وعموماً فإن المذهب التجريدي في الرسم، يسعى إلى البحث عن جوهر الأشياء
      والتعبير عنها في أشكال موجزة تحمل في داخلها الخبرات الفنية، التي أثارت
      وجدان الفنان التجريدي. وكلمة "تجريد" تعني التخلص من كل آثار الواقع
      والارتباط به، فالجسم الكروي تجريد لعدد كبير من الأشكال التي تحمل هذا
      الطابع: كالتفاحة والشمس وكرة اللعب وما إلى ذلك، فالشكل الواحد قد يوحي
      بمعان متعددة، فيبدو للمشاهد أكثر ثراء.
      ولا تهتم المدرسة التجريدية بالأشكال الساكنة فقط، ولكن أيضاً بالأشكال
      المتحركة خاصة ما تحدثه بتأثير الضوء، كما في ظلال أوراق الأشجار التي يبعثه
      ضوء الشمس الموجه عليها، حيث تظهر الظلال كمساحات متكررة تحصر فراغات ضوئية      فاتحة، ولا تبدو الأوراق بشكلها الطبيعي عندما تكون ظلالاً، بل يشكل تجريدي.
      وقد نجح الفنان كاندسكي –وهو أحد فناني التجريدية العالميين- في بث الروح في
      مربعاته ومستطيلاته ودوائره وخطوطه المستقيمة أو المنحنية، بإعطائها لوناً
      معيناً وترتيبها وفق نظام معين. ويبدو هذا واضحاً في لوحته "تكوين" التي
      رسمها عام 1914م

      المدرسة المستقبلية
      بدأت المدرسة المستقبلية في إيطاليا، ثم انتقلت إلى فرنسا، وكانت تهدف إلى
      مقاومة الماضي لذلك سميت بالمستقبلية، واهتم فنان المستقبلية بالتغير المتميز
      بالفاعلية المستمرة في القرن العشرين، الذي عرف بالسرعة والتقدم التقني.
      وحاول الفنان التعبير عنه بالحركة والضوء، فكل الأشياء تتحرك وتجري وتتغير
      بسرعة.
      وتعتبر المدرسة المستقبلية الفنية ذات أهمية بالغة، إذ أنها تمكنت من إيجاد
      شكل متناسب مع طبيعة العصر الذي نعيش فيه، والتركيز على إنسان العصر الحديث.
      وقد عبر الفنان المستقبلي عن الصور المتغيرة، بتجزئة الأشكال إلا آلاف النقاط
      والخطوط والألوان، وكان يهدف إلى نقل الحركة السريعة والوثبات والخطوة وصراع
      القوى، قال أحد الفنانين المستقبليين "إن الحصان الذي يركض لا يملك أربعة
      حوافر وحسب، إن له عشرين وحركاتها مثلثية". وعلى ذلك كانوا يرسمون الناس
      والخيل بأطراف متعددة وبترتيب إشعاعي، بحيث تبدو اللوحة المستقبلية كأمواج
      ملونة متعاقبة.
      وفي لوحة "مرنة" للفنان المستقبلي بوكشيوني التي رسمها عام 1912م، يوحي الشكل
      في عمومه بإنسان متدثر بثياب فضفاضة ذات ألوان زاهية، يحركها الهواء، فتنساب
تفاصيلها في إيقاعات حركية مستمرة وهنا تكون نهاية آخر مدرسة من مدارس الفن التشكيلي.
     
    

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire