mercredi 1 mai 2013

تعريف الصدق

تعريف الصدق :
منزلة الصدق منزلة عظيمة ليس في دين الإسلام فقط بل في جميع الأديان، لا لأنه خُلق من الأخلاق الحميدة فحسب، بل لأنــــه أصـل الإيمان المقبول عند الله عز وجل، وهو أساس النجاة من عذاب الله عز وجل، وبه يتميز أهل الإيمان الحق من المنافقين الكاذبين.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في منزلة الصدق: «وهو منزل القوم الأعظم الذي مـنـه تنشأ جميع منازل السالكين،والطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين»... إلى أن يقول: «فهو روح الأعمال، ومحك الأحوال، والحامل على اقتحام الأهـوال، والباب الذي دخــل منه الواصــلون إلى حضرة ذي الجلال،وهو أساس بناء الدين، وعمود فسطاط اليقين، ودرجته تالية لدرجة "النبوة" التي هي أرفع درجات العالمين».
ولقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة وآثار السـلــف في فضل الصدق وخطورة أمره وعلو شأنه.
أهمية الصدق:
الصدق أساس الإيمان، وركنه الركين، وأساس قبول الطاعات والقربات عند الله عز وجل، وعليه يترتب الأجر والثواب يوم القيامة.قال تعالى:{لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّـادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ} وقال تعالى:{هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ...} ولأنه أساس الطاعات وجماعها، فقد أصبح الصفة الفارقة بين المؤمن والمنافق.
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (الصدق أساس الحسنات وجماعها، والكذب أساس السيئات ونظامها، ويظهر ذلك من وجوه منها أن:
* الصدق هو المميز بين المؤمن والمنافق، ففي الصحيحين عن أنس عن النبي: «آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان»، وفي حديث آخر: «يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة و الكذب».وقد وصف الله المنافقين في القرآن بالكذب في مواضع عدة ومعلوم أن المؤمنين هم أهل الجنة، وأن المنافقين هم أهل النار في الدرك الأسفل منها.
* الصدق هو أصل البر، والكذب هو أصل الفجور، كما جاء في الصحيحين عن النبي: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر...».
* الصادق تنزل عليه الملائكة،والكاذب تنزل عليه الشياطين كما قال تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ}.
الصدق في كل الأمور يوصل صاحبه إلى مرتبة الصديقية، التي هي المرتبة التالية لمرتبة النبوة، وعندما أقول في كل الأمــور أريد من ذلك عدم حصر الصدق في اللسان فقط، وإنما الصدق في النيات والأقوال والأعمال، والأصل تحري الصدق في ذلك كله.
إن مجاهدة النفس على تحري الصــــدق في جميع الأمور يوصلها إلى هذه المرتبة العظيمة؛ مرتبة الصديقية كما جاء في الحديث الـســـابق الذكر: «... ولايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقا».
وهنيئاً لمن وصل إلى هذه المرتبة، فيا لها من رتــبـة، وما أشـرف قدرها وأعظم فضلها، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في وصــــف أهل هذه الطبقة: الطبقة الرابعة ورثة الرسل وخلفاؤهم في أممهم، وهم القائمون بما بعثوا به علماً وعملاً ودعوة للخلق إلى الله على طريقهم ومنهاجهم، وهذه أفضل مراتب الخلــق بعد الرسالة والنبوة، وهي مرتبة الصديقية، ولهذا قرنهم الله في كتابه بالأنبياء فـقـــال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}.
ثمرات الصدق العظيمة التي تحصل منه في الدنيا والآخرة من البركة والقبول والإصلاح في الدنيا، والأجر العظيم والثواب الجزيل في الآخرة. وسيأتي تفصيل كل ذلك إن شاء الله تعالى في (ثمرات الصدق).
حقيقة الصدق:
إن حقيقة الصدق أوسع من كونها الصدق في الحديث فقط، وإنما حقيقة الصدق شاملة لصدق النية والعزيمة، وصدق اللسان، وصدق الأعمال، يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ومما ينبغي أن يعرف أن الصدق والتصديق يكون في الأقوال وفي الأعمال كقول النبي-صلى الله عليه وسلم-في الحديث الصحيح: «كتب على ابن آدم حظه من الزنى، فهو مـــدرك ذلك لا محالة، فالعينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان تزنيان وزناهما السمع، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرجلان تزنيان وزناهما المشي، والقلب يتمنى ويشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه».
ويفصّل الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى القول في هذا المعنى فيقول: «والإيمان أساسه الصدق، والنفاق أساسه الكذب، فلا يجتمع كذب وإيمان إلا وأحدهما محارب للآخر».
وأخبر سبحانه: أنه في يوم القيامة لا ينفع العبد وينجيه من عذابه إلا صدقه قال تعالى: {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ} وقال تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ}، فالذي جاء بالصدق هو من شأنه الصدق في قوله وعمله وحاله.
والصدق إنما يكون في هذه الثلاثة:
فالصدق في الأقوال: استواء اللسان على الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها. والصدق في الأعمال:استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد. والصدق في الأحوال: استواء أعمال القلب والجوارح على الأخلاق، واستفراغ الوسع وبذل الطاقة. فبذلك يكون العبد من الذين جاءوا بالصدق، وبحسب كمال هذه الأمور فيه، وقيامها به تكون صديقيته، ولذلك كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ذروة سنام الصديقية فسمي (الصدّيق) على الإطلاق، و(الصدّيق) أبلغ من الصدوق، والصدوق أبلغ من الصادق، فأعلى مراتب الصدق مرتبة الصديقية وهي كمال الانقياد للرسول-صلى الله عليه وسلم-مع كمال الإخلاص للمُرْسل.
أنواع الصدق :
1- صـدق الـنـيـة:
2- الصـدق في الأقـوال:
3- الصـدق في الأعـمال:
4- الصـدق في مقامات الدين:
من علامات الصدق:
إن للصدق علامات ومظاهر تنفي ضدها، وإذا لم توجد أو كانت ضعيفة، فإن ذلك دليل على ضعف الصدق، وتسلط العوائق عليه، ومن هذه العلامات ما يلي:
1- طمأنينة القلب واستقراره:
2- الزهد في الدنيا والتأهب للقاء الله عز وجل:
3- سـلامة القلـب:
4- حفظ الوقت وتدارك العمر:
5- الزهد في ثناء الناس ومدحهم بل وكراهة ذلك:
6- إخفاء الأعمال الصالحة وكراهة الظهور:
7- الشعور بالتقصير والانشغال بإصلاح النفس ونقدها أكثر من الآخرين:
8- الاهتمام بأمر هذا الدين والجهاد في سبيل الله عز وجل:
9- الـتـمـيـز:
10- قبول الحق والتسليم له:

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire