الإسكافي و الغني
جلس الإسكافي
في دكانه أمام خوانه ، يشتغل و يغني بصوت جميل .
الإسكافي : يا
ليل دهري صفا لي ما للهمــوم و ما لـــي
ماذا أريد و عنــــــدي رزقي و رزق عيالي
يا ليل! يا
ليل
الغني (و قد
وقف بباب الدكان ، يسمع غناء الإسكافي )
يقول في نفسه
: يا عجبا! هذا الإسكافي على فقره سعيد يغني ، و أنا مع كثرة مالي ، لا أذوق طعم
السعادة فقال يخاطب الإسكافي : قل لي يا
أخي .
الإسكافي : نعم يا سيدي ؟
الغني : كيف
يجد السرور فقير مثلك ؟ إن عندي مالا كثيرا و لكنني لا أستطيع أن أغني كما تغني.
الإسكافي :
أنا يا سيدي لا مال عندي ، و لكني أتمتع بالصحة و القدرة على العمل ، فلا يصعب علي
أن أجد لقمة أطعمها أو ثوبا ألبسه ، أو بيتا أسكنه.
الغني : حسن ،
و لكن...
الإسكافي : ماذا يا سيدي ؟
الغني : من
الجائز أن يقف العمل أو يصبك المرض ، و أنا أحب أن أراك دائما سعيدا ، فخذ هذا
الكيس.
الإسكافي (متعجبا) : ماذا تقول يا سيدي ؟
الغني : أقول
خذ هذا الكيس ، ,إن عاجز خمسين جنيها ادخرها لوقت الحاجة.
الإسكافي (
يأخذ الكيس ) : أنا عاجز عن شكرك يا سيدي.
الغني "
لا داعي للشكر ، إنما يسرني أن أراك سعيدا.
(ينصرف الغني)
الإسكافي : يا
فرحتاه إنني أملك خمسين جنيها.
(يحفر حفرة في
ركن الدكان و يضع فيها الكيس)
(بعد شهر جلس
الإسكافي في دكانه مريضا شاحب الوجه)
الإسكافي : يا
رب ماذا جرى لي ؟ إنني أشعر بالضعف و المرض ، و لم أكن أشعر بهما من قبل ، و من
يوم أن أعطاني جاري الغني ذلك المال و أنا على هذه الحال.
( يدخل رجل
يحمل حذاء)
الرجل :
السلام عليكم
الإسكافي (
ينهض مذعورا) : ماذا تريد ؟
الرجل : أريد
أن تصلح لي هذا الحذاء.
الإسكافي : لا
أستطيع أن أعمل شيئا.
(يخرج الرجل)
الإسكافي ( يحدث نفسه) : من يدري ؟ ربما يكون هذا
الرجل لصا ، جار يسرق مالي. آه إنني تعبان ، فأنا أرقب طول النهار ذلك الحجر الذي
أخفيت تحته المال في ركن الدكان ، فإذا جاء الليل لم أذق النوم خوفا من اللصوص .
ما الذي استفدته من ذلك المال ؟ لقد ذهبت صحتي و راحتي من يوم جاء إلي.
(يدخل الغني)
الغني : كيف حالك الآن يا صديقي العزيز ؟ لقد جئت
لأطمئن عليك ، لأني لا أسمعك تغني كعادتك.
الإسكافي (
ينهض) : أرجو أن تنتظر قليلا يا سيدي
( يذهب إلى ركن في الدكان ، فيستخرج الكيس و يدفعه
إلى الغني و يقول : يا سيدي خذ مالك و رد إلى سعادتي )
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire