mercredi 1 mai 2013

الإسكافي و الغني


الإسكافي و الغني
جلس الإسكافي في دكانه أمام خوانه ، يشتغل و يغني بصوت جميل .
الإسكافي : يا ليل دهري صفا لي    ما للهمــوم و ما لـــي  
     ماذا أريد و عنــــــدي    رزقي و رزق عيالي
                                   يا ليل! يا ليل
الغني (و قد وقف بباب الدكان ، يسمع غناء الإسكافي )
يقول في نفسه : يا عجبا! هذا الإسكافي على فقره سعيد يغني ، و أنا مع كثرة مالي ، لا أذوق طعم السعادة فقال يخاطب  الإسكافي : قل لي يا أخي .
 الإسكافي : نعم يا سيدي ؟
الغني : كيف يجد السرور فقير مثلك ؟ إن عندي مالا كثيرا و لكنني لا أستطيع أن أغني كما تغني.
الإسكافي : أنا يا سيدي لا مال عندي ، و لكني أتمتع بالصحة و القدرة على العمل ، فلا يصعب علي أن أجد لقمة أطعمها أو ثوبا ألبسه ، أو بيتا أسكنه.
الغني : حسن ، و لكن...
 الإسكافي : ماذا يا سيدي ؟
الغني : من الجائز أن يقف العمل أو يصبك المرض ، و أنا أحب أن أراك دائما سعيدا ، فخذ هذا الكيس.
 الإسكافي (متعجبا) : ماذا تقول يا سيدي ؟
الغني : أقول خذ هذا الكيس ، ,إن عاجز خمسين جنيها ادخرها لوقت الحاجة.
الإسكافي ( يأخذ الكيس ) : أنا عاجز عن شكرك يا سيدي.
الغني " لا داعي للشكر ، إنما يسرني أن أراك سعيدا.
(ينصرف الغني)
الإسكافي : يا فرحتاه إنني أملك خمسين جنيها.
(يحفر حفرة في ركن الدكان و يضع فيها الكيس)
(بعد شهر جلس الإسكافي  في دكانه مريضا شاحب الوجه)
الإسكافي : يا رب ماذا جرى لي ؟ إنني أشعر بالضعف و المرض ، و لم أكن أشعر بهما من قبل ، و من يوم أن أعطاني جاري الغني ذلك المال و أنا على هذه الحال.
( يدخل رجل يحمل حذاء)
الرجل : السلام عليكم
الإسكافي ( ينهض مذعورا) : ماذا تريد ؟
الرجل : أريد أن تصلح لي هذا الحذاء.
الإسكافي : لا أستطيع أن أعمل شيئا.
(يخرج الرجل)
الإسكافي ( يحدث نفسه) : من يدري ؟ ربما يكون هذا الرجل لصا ، جار يسرق مالي. آه إنني تعبان ، فأنا أرقب طول النهار ذلك الحجر الذي أخفيت تحته المال في ركن الدكان ، فإذا جاء الليل لم أذق النوم خوفا من اللصوص . ما الذي استفدته من ذلك المال ؟ لقد ذهبت صحتي و راحتي من يوم جاء إلي.
(يدخل الغني)
الغني : كيف حالك الآن يا صديقي العزيز ؟ لقد جئت لأطمئن عليك ، لأني لا أسمعك تغني كعادتك.
 الإسكافي ( ينهض) : أرجو أن تنتظر قليلا يا سيدي
( يذهب إلى ركن في الدكان ، فيستخرج الكيس و يدفعه إلى الغني و يقول : يا سيدي خذ مالك و رد إلى سعادتي )

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire