mercredi 1 mai 2013

الفن الحديث

الفن الحديث
يقام في متحف الفنون الصناعية (التطبيقية) ببودابست معرض وقتي عن المدرسة الفنية المعروفة بالفن الحديث (Art Nouveau)، وهو الفن الذي ازدهر في أواخر القرن التاسع عشر، واستمر تأثيره حتى اندلاع الحرب العالمية الاولى، وبعدها بقليل. وقد قضت الحرب العالمية الاولى ببشاعاتها على هذا الفن الأنيق الرقيق.
وتعدّ هذه المدرسة آخر المدارس الفنية العظيمة التي اكتسحت أوروبا، وسادت فيها دون منازع قبل أن تتعدد المدارس والفرق الفنية بعد الحرب العالمية الاولى بظهور الواقعيات، ومدارس الحداثة المختلفة، كالسريالية والتكعيبية وغيرها، ولا يمكن نكران الدور المهم للسياسة والايديولوجيا في تغيير الذوق الفني لأوروبا بعد الحرب الاولى، نذكر بشكل خاص تأثير ثورة اكتوبر في روسيا القيصرية، وظهور الاتحاد السوفييتي، واشتداد الصراع بين الكادحين والرأسماليين، واندلاع الثورات الاشتراكية في ألمانيا والمجر في عامي 1918 و 1919، وما عكسته هذه الظواهر والأحداث من نزعة الى أدلة الفن.
وكان لفرنسا وبلجيكا، وهما الموطن الأصلي لهذا الفن دور في نشر الفن الحديث، فقد انتجت هناك روائع فنية في العمارة وتصميم الأثاث، إذ دخل الفن الحديث بيوت الأثرياء والفقراء على حد سواء. فالستائر والوسائد والأواني وحتى أغلفة الكتب اتبعت الطراز السائد، وتلقفت النمسا – المجر هذا الفن لتسمو به الى آفاق بعيدة. ورغم سيطرة الفن الحديث على الكثير من الفنون الصناعية كالعمارة والديكور، والطباعة، وصناعة الأثاث وغير ذلك، فإن تأثيره على الفنون التشكيلية والموسيقية كان ضعيفاً، ومع ذلك نكتشف في موسيقى الفرنسيين ديبوسي (Debussy 1862-1918) ورافيل(Ravel 1875-1938) الكثير من ألوان الفن الحديث وخطوطه وأناقته وروحيته، ويبقى الفنان التشكيلي النمسوي غوستاف كليمت (Kliemt 1867-1918) أعظم ممثلي الفن الحديث وأشهرهم. كما ارتبط الفنان الفرنسي الكبير تولوز لوتريك بهذا الفن في ملصقاته الشهيرة التي روجت لحانات باريس وملاهيها، مثل مولان روج.
ويمكن تصنيف الفن الحديث على أنه فرع من فروع المدرسة الانطباعية، إذ نلمس فيه أيضاً الأهمية القصوى للألوان، ولا يمكن فصل ظهور هذا الفن عن التطور الاقتصادي والاجتماعي والعلمي الذي وصلته أوروبا في ذلك العصر، فالصناعة قد ترسخت وتطورت بفضل عاملين هما: تقدم التقنية، والنهب الاستعماري المتواصل والكثيف للثروات المستعمرات. وفي ذلك الوقت بدأت ثمرة الرخاء في أوروبا تنضج بعد أن رويت بعرق شعوب المستعمرات وجيوش العمال ودموعهم ودمائهم، والذين كانوا يعيشون في ظروف حياتية بائسة. وأخذت الاكتشافات العلمية العظيمة في الكيمياء والفيزياء تتوالى في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ومنها ما كان له صلة مباشرة بالفنون كابتكار التصوير الفوتوغرافي. ولا ننسى أن روح العصر التي سادت عند ولادة القرن العشرين كانت نابعة من العلم والصناعة واشتداد الحراك الاجتماعي، وهي التي حددت معالم الاتجاهات الفنية أكثر من أي وقت مضى.
التاريخ والنـشأة

         الفن هو صنيعه الأفراد ، ولـكنه تعبيراً عن المـكان والـزمان وذلك حسب ( آلان باونيس ) والذي كان أستاذاً لمادة تأريخ الفن الحديث في جامعة لنـدن
رئيس للعديد من المؤسسات الراعية للفن ، وهو الذي أدار الكثير من المعارض الكبرى ، وكذلك عمل كمدير لأكبر وأشـهر دار عرض للفنون التشكيلية في إنكلترا ..... والتي كانت تدعى " تيت ليري " بالإضافة إلي أنهُ لديه العديد من المؤلفات والكتب عن الفنانين أمثال بيكاسو ، غـوغـان وكثيرون غيرهم . وكما رأى الناقد جبرا أبراهيم جبرا ... في تقديمه للكتاب المترجم للأستاذ فخري خليل والمسمى " الفن الأوربي الحديث " فهو يرى أن هذا الكتاب يضعُ التحليلات المرهفة ويقرب شرح المصطلحات الفنية بدقه، ثم يكشف عن المعرفة لمـا لعبهُ الفن التشكيلي في تغير الرؤية لدى الـمـتـلـقـي..وبتالي كيفية تعميمـها لتنتشر إلى حضارة العصر هـذا .......... والبداية كانت في أوربا ثم إنـتـقـالهـا إلى العالم أجمع .
في ربيع عام 1863 قَدّم رسـام شـاب يدعى " إدوارد أمانيه " إلى لجنة التحكيم في صالون باريس بعضاً من أعماله والتي رفضت جمـيـعـاً ، وكذلك رفضت الكثير من أعمال للعديد من الفنانين ..... مما أغضب آؤلائك الفنانون .... فقاموا فوراً وفي فوره الغضب بتقديم التماسا إلى الإمبراطور نـابـلـيون الـثالـث يوظحون موقفهم الرافض للنتيجه تلك ، والذي بدوره شـك بأنه ....... أن لا بد من أن يكون في الأمر خطـا ...... وألا فهل يـعـقـل أن يرفض كل هؤلاء الفنانون والمئات من الأعمال ...... فلذلك سـمح لهم بإقامة معرضـاً خـاصـاً للرسـوم والأعمال المرفوضة بالذات من قبل لجنة التحكيم .
هو الفن الذي ازدهر في أواخر القرن التاسع عشر، واستمر تأثيره حتى اندلاع الحرب العالمية الاولى، وبعدها بقليل. وقد قضت الحرب العالمية الاولى ببشاعاتها على هذا الفن الأنيق الرقيق.
وتعدّ هذه المدرسة آخر المدارس الفنية العظيمة التي اكتسحت أوروبا، وسادت فيها دون منازع قبل أن تتعدد المدارس والفرق الفنية بعد الحرب العالمية الاولى بظهور الواقعيات، ومدارس الحداثة المختلفة، كالسريالية والتكعيبية وغيرها، ولا يمكن نكران الدور المهم للسياسة والايديولوجيا في تغيير الذوق الفني لأوروبا بعد الحرب الاولى، نذكر بشكل خاص تأثير ثورة اكتوبر في روسيا القيصرية، وظهور الاتحاد السوفييتي، واشتداد الصراع بين الكادحين والرأسماليين، واندلاع الثورات الاشتراكية في ألمانيا والمجر في عامي 1918 و 1919، وما عكسته هذه الظواهر والأحداث من نزعة الى أدلجة الفن.
وكان لفرنسا وبلجيكا، وهما الموطن الأصلي لهذا الفن دور في نشر الفن الحديث، فقد انتجت هناك روائع فنية في العمارة وتصميم الأثاث، إذ دخل الفن الحديث بيوت الأثرياء والفقراء على حد سواء. فالستائر والوسائد والأواني وحتى أغلفة الكتب اتبعت الطراز السائد، وتلقفت النمسا – المجر هذا الفن لتسمو به الى آفاق بعيدة. ورغم سيطرة الفن الحديث على الكثير من الفنون الصناعية كالعمارة والديكور، والطباعة، وصناعة الأثاث وغير ذلك، فإن تأثيره على الفنون التشكيلية والموسيقية كان ضعيفاً، ومع ذلك نكتشف في موسيقى الفرنسيين ديبوسي (Debussy 1862-1918) ورافيل(Ravel 1875-1938) الكثير من ألوان الفن الحديث وخطوطه وأناقته وروحيته، ويبقى الفنان التشكيلي النمسوي غوستاف كليمت (Kliemt 1867-1918) أعظم ممثلي الفن الحديث وأشهرهم. كما ارتبط الفنان الفرنسي الكبير تولوز لوتريك بهذا الفن في ملصقاته الشهيرة التي روجت لحانات باريس وملاهيها، مثل مولان روج.
ويمكن تصنيف الفن الحديث على أنه فرع من فروع المدرسة الانطباعية، إذ نلمس فيه أيضاً الأهمية القصوى للألوان، ولا يمكن فصل ظهور هذا الفن عن التطور الاقتصادي والاجتماعي والعلمي الذي وصلته أوروبا في ذلك العصر، فالصناعة قد ترسخت وتطورت بفضل عاملين هما: تقدم التقنية، والنهب الاستعماري المتواصل والكثيف للثروات المستعمرات. وفي ذلك الوقت بدأت ثمرة الرخاء في أوروبا تنضج بعد أن رويت بعرق شعوب المستعمرات وجيوش العمال ودموعهم ودمائهم، والذين كانوا يعيشون في ظروف حياتية بائسة. وأخذت الاكتشافات العلمية العظيمة في الكيمياء والفيزياء تتوالى في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ومنها ما كان له صلة مباشرة بالفنون كابتكار التصوير الفوتوغرافي. ولا ننسى أن روح العصر التي سادت عند ولادة القرن العشرين كانت نابعة من العلم والصناعة واشتداد الحراك الاجتماعي، وهي التي حددت معالم الاتجاهات الفنية أكثر من أي وقت مضى.
يتميز الفن الحديث بحرية الخطوط وانحناءاتها الانثوية وبحسيتها، وبالإكثار من استعمال درجات اللون الأحمر، والتركيز الخاص على اللونين الذهبي والأزرق الشذري في الرسم. واستعمل الفنانون أشكال الزهور والأوراق النباتية والطيور في الزخرفة، ووصل الفن الحديث أبعاداً غير مطروقة في العمارة، مثل استعمال الأقواس الواطئة، ونبذ الزوايا القائمة التي استبدلت بالأقواس الصغيرة والانحناءات اللينة والزوايا المنفرجة. واستعمل المصممون المعماريون قباباً بيضوية الشكل للمباني لم تكن مستعملة في العصور الفنية السابقة، وجرى أحياناً كسر التناظر العمودي في البناء عن طريق تغيير شكل الشبابيك في الطوابق المتتالية، وكان المعماريون يزينون واجهات الأبنية بلوحات فنية من الفسيفساء الملونة الى جانب السيراميك. وبتأثير من الحماسة التي عمت الغرب تجاه فنون الشرق وآدابه وحضاراته، استعمل الفن الحديث الكثير من المفردات الفنية الشرقية، وعالج موضوعات شرقية.
          وتزخر بودابست بأبنية الفن الحديث، وذلك للنهضة العمرانية الهائلة التي شهدتها البلاد بعد الوفاق السياسي الذي حصل بين الأرستقراطية المجرية والحكم النمسوي في العام 1867، مما أدى الى إعلان الحكم الثنائي (النمسوي-المجري)، وجاء الوفاق بعد عقدين من إخفاق الثورة التحررية المجرية ضد حكم آل هابسبورغ التي قامت في عامي 1848-1849. كذلك صادف الاحتفال الكبير بالذكرى الألفية لقدوم القبائل المجرية الى حوض جبال الكاربات في أواسط العقد الأخير من القرن التاسع عشر مع وصول الفن الحديث القمة. ومجد المجريون هذه الذكرى ببرنامج بناء واسع، فاق كل ما سبق وما تلا هذه المناسبة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire